أعمال لا تنقطع بالموت

أعمال لا تنقطع بالموت

إن الإنسان إذا ترك علما ينتفع به قبل موته، فإنه كلما كان العلم أكثر نفعا وأوسع انتشارا، كلما كان أعظم ثوابا وأجرا، ويدخل في ذلك من دعا إلى هدى، فإن له مثل أجر من تبعه، ولو كان ذلك بعد وفاته، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا " وكما أن ثالث الأعمال التي لا نتقطع بالموت "دعاء الولد الصالح" وهنا نقف وقفة مع هذا الأمر كيف اعتبره النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عملا للإنسان وكسبا مع أن الدعاء من عمل شخص آخر وهو الولد؟ وقال أهل العلم إن الولد يعتبر من كسب الإنسان، وفي هذا دليل على أنه ينبغي للمسلم أن يسعى لطلب الولد عن طريق الزواج ، فان الزواج من سنن المرسلين، وقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء" ثم إنه ينبغي بعدما يرزقه بالولد أن يسعى في إصلاحه وتربيته، وذلك ببذل أسباب الهداية، وفي هذا الحديث دليل على أن دعاء الولد الصالح لوالديه ينفعهما بعد مماتهما، وأن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت، وكذلك الصدقة وهي مجمع عليهما، وكذلك قضاء الدّين، بل إن دعاء الولد لوالديه حريّ بالإجابة، لأن الله عز وجل، قد أمر به في قوله سبحانه " وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا" فعلينا جميعا أن ننتبه جيدا، أما الأعمال التي تنفعك إذا مُت ووضعت تحت التراب وولى عنك الأهل والأحباب فأستمع إليها جيدا وأرهف لها سمعك ثم اعمل بها تسعد في الدنيا والآخرة، واعمل بها تفز في الدنيا والآخرة.

وأما الأعمال التي لا تنفعك فاحذر منها و فرّ منها هاربا تنجو في الدنيا و الآخرة، وما ينفع الميت من كسب غيره وهو الصلاة عليه، فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا، لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه " رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم" ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفّعوا فيه " رواه مسلم، وقال ابن القيم " ومقصود الصلاة على الجنازة هو الدعاء للميت" وأفضل ما جاء من الصيغ وأجمعها حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول " اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد،

ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار " وقال الراوي "حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت" رواه مسلم، وأيضا الوقوف عند قبر الميت والدعاء له والاستغفار، وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال " بسم الله، وعلى سنة رسول الله" رواه أبو داود، ولحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال " استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل " رواه أبو داود.

الكلمات المفتاحية الموت

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;