الشباب اليوم مع السوشيال ميديا

الشباب اليوم مع السوشيال ميديا

أصبحنا فى زمان ظهرت فيه الفتن والبلايا والرزايا وتفاقمت وزادت عن الحدود وهنا يوجد سؤال يجب علينا أن نتسائل به ؟ ما الذى أدى بنا الى هذا الوضع السيئ الذى نراه فى وقتنا الحالى فهل كل ذلك سببه الرئيسى وسائل التواصل الأجتماعى وهل وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة أم مضرة؟ وما هي معايير التعاطي معها؟

أسئلة تدور في ذهن الكثير منا، ويجب أن نعلم ، ان الفائدة أو الضرر لا تنحصر في مسألة مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه في استخدام السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما يهم هو كيفية استخدام الشباب لها وما تأثيرها على الصحة العقلية ، وعن مقدار الوقت الذي يقضونه كل يوم على السوشيال ميديا، وكيف يستخدمونها، والدور الذي تلعبه في حياتهم.

وهناك سلبيات كثيره جدا من وسائل التواصل الاجتماعى ومنها ، التعلق بها، وإدمانُ التعامل معها، والجلوسُ أمامها ساعات طويلة وهى تؤثر سلباً على حياة من يتعامل معها من الناحية العلمية، والعملية، بل وتسبب الكثير من الأمراض النفسية، والعقدية، والبدنية ، وكذلك تتسبب فى العزلة عن المجتمع: فأغلب من يتعامل مع هذه البرامج والمواقع ينعزلون وينقطعون عن التواصل مع من حولهم، فيجلسون في غرفهم، أو أماكن بعيدة عن الناس، مما يؤثر تأثيراً بليغاً على حالة الشخص وعدم توازنه.

وتسبب فى ضياع الكثير من الوقت، وهدرُه دون أدنى حسيب، ودون فائدة تُرجى، بل إن ذلك يتسبب في تضييعه لكثير من الواجبات والنوافل، بسبب انشغاله بها، وانكبابه عليها، وهذا من أكبر الخسارة للعبد ، وكذلك تتسبب فى نشرُ الأفكار الهدامة والمنحرفة بين فئات الشباب المختلفة، عن طريق النشرات، والمقاطع الصوتية والمرئية التي تدعوا إلى تقليدهم، والسيرِ خلفهم، والاستجابةِ لأفكارهم الضالة، وما وقع في زماننا هذا من نشرٍ للفكر الضال ووقوعِ اعتداءات على الحرمات والأنفس إلا بسبب التأثر بتلك الأفكار الخطيرة، التي تهدم ولا تبني، وتفسد ولا تصلح .

وكذلك تتسبب فى نشرُ الفساد الاعتقادي والانحلال الأخلاقي بين المسلمين ، عن طريق مواقع مخصوصة، وضعها أعداءُ الدين لنشر شبهاتهم وضلالاتهم، ونشرِ العقائد الهدامة والمخالفة لشريعة الإسلام ، وكذلك جلوس الأطفال لساعاتٍ طويلة بشكل منفرد مع تلك التقنيات يؤثر سلبًا على مهاراتهم الاجتماعية، والأخلاقية ، وكذلك انصرافُ أحدِ الزوجين أو كليهما إلى استعمال تلك الوسائل، مما يسبب التقصير في حقوق الآخر، ويضيع على الأسرة في كثير من الأحيان أوقاتًا يحتاجها الأولاد في تربيتهم، وتقوية العلاقات الأسرية بينهم.

وايضا تقوم السوشيال ميديا على نشرُ الشائعات، والأخبار الكاذبة، والنشرات المسيئة للأفراد والمجتمعات والدول، مما يترتب عليه مفاسدُ عظيمة، كالعداوة والبغضاء والتفرق والاختلاف والاقتتال ، وكذلك قد يحدث علاقات مشبوهة وعلاقات محرّمة ومكالمات غير نزيهة بين الجنسين، مما يترتب عليه حدوث حالات ابتزاز ووقوعٍ في المحرم.

ولكن ما هى الأسباب الواقية التي ينبغي عملُها تجاه تلك الوسائل ، وهى أنه يجب على مؤسسات الدولة دورٌ كبيرٌ في توعية أفراد المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص بأضرار وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الشبكة العنكبوتية ، الإنترنت، وتوجيههم إلى استغلالها الاستغلالَ الأمثلَ الذي يعود عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم بالنفع والخير.

ويجب هنا الإشاره الى أهميةُ دورِ الآباء والأمهات في رعاية ووقاية الأبناء من مخاطر تلك الوسائل، من خلال مراقبتهم ومنعِهم من الجلوس أمام هذه الوسائل والمواقع لساعاتٍ طويلة، أو منفردين، ومتابعتِهم والتعرفِ على أصدقائهم ومن يتواصلون معهم، لكي لا يفاجئوا بأن أولادَهم قد تأثروا بالأفكار المنحرفة، والأعمال الخطيرة ، ووصيتي لأولياء الأمور التقربُ لأولادهم، وتكوينُ صداقات معهم، ومجالستُهم ومحاورتُهم فيما يَعرضُ لهم من الشبهات الباطلة، وتفنيدُها وتصحيحُها، وتبصيرُهم بخطورة الشائعات والأخبار الكاذبة، والصحبة الخفية التي يتعرفون عليها من خلال تلك المواقع.

وكذلك ينبغي على وسائل الإعلام التعاونُ في نشر الوعي الثقافي حيال تلك الوسائل والمواقع، والتذكيرُ بخطورتها وأضرارها، وكيفيةِ الاستفادةِ منها في مجال التعليم والتجارة وغيرهما

ولقد جعلت هذه الوسائلُ بعضَ مستخدميها يعيشون بشخصيتين متنافرتين؛ فهو أمام الناس وقور حيي، لا يقول إلاَّ حقاً، ولا يسمع فُحشاً، لكنه إذا خلا وكان الحديثُ بالأصابع، والتَّلَقِي بالعين خلعَ الحياء، وما استحى منه اللسان والأذن كسرته اليد والبصر، فكانت مراقبته للناس أشدَّ من مراقبته لله .

وإنه من الصعب علينا أن نحارب هذه الأجهزة والبرامج ونرفضها، وقد عمت وانتشرت، ولكن من واجب التربية والنصح علينا، أن نزرع مراقبةَ الله وتعظيمَهُ ومحبَّتَهُ في القلوب، ونُنمي الخوفَ منه والرجاء فيما عنده في النفوس، وبالموعظة والتذكير بأساليبَ متنوعةٍ ومشوِّقة، والتوجيهِ إلى استخدام هذه الأجهزة فيما ينفع.

الكلمات المفتاحية الشباب اليوم السوشيال ميديا

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التعليقات

ضعي تعليقَكِ هنا

التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;