إسماعيل بيومي : أصبت مرتين فى عينى وساقى أثناء عبور القناة

إسماعيل بيومي : أصبت مرتين فى عينى وساقى أثناء عبور القناة

بعد 44 عاما من ذكرى حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر مازالت الأحداث طازجة، وخاصة لو حكى عنها من صنعوها وشاركوا فى كل تفاصيلها، ومن أبطال العبور والنصر البطل المصرى ابن الإسماعيلية، إسماعيل بيومى، والملقب بقاهر خط بارليف. والبطل إسماعيل بيومى هو واحد من أبطال سلاح المهندسين فى الجيش الثالث الميدانى، وهو من المشاركين فى إزالة السد الترابى لخط بارليف، والذى قالت عنه إسرائيل والإعلام الغربى، إنه حائط منيع وسد لا يقهر، لكن الجيش المصرى الباسل، استطاع تحقيق الصعب وأنهى أسطورة إسرائيل، ليقتحم خط بارليف.

خط بارليف

يقول البطل إسماعيل بيومى "، إن الفكرة بدأت باقتراح من المقدم باقى زكى يوسف، وهو أحد قيادات سلاح المهندسين فى الكتيبة 19 وكان مهندسا فى السد العالى، فقرر أن ينفذ نفس الطريقة، التى كان يستخدمها المهندسون المصريون فى السد العالى، بإزالة الأتربة والرمال من خلال المياه أثناء بناء السد، وقدم الفكرة لقائد الكتيبة، ثم على قيادات القوات المسلحة، وبعد دراستها تمت الموافقة عليها، وبدأنا نتدرب على العمل فى مناطق مائية مماثلة لقناة السويس، قبل الحرب، وفى أثناء الحرب بدأنا نفذ الفكرة، ولم تأخذ معنا أكثر من ثلاثة ساعات، انهار السد الترابى تماما وفتح الطريق للقوات المسلحة، للعبور شرق القناة لذلك أطلقوا علينا، جنود المهام المستحيلة، لأنه كان من المستحيل إزالة هذا السد الترابى.

ذكريات الحرب

يتذكر إسماعيل بيومى دورة فى حرب أكتوبر بعد مرور 44 عاما فيقول، كنت وأنا ابن 19 عاما مشاركا فى المقاومة الشعبية والتحقت بالقوات المسلحة، فى 15 فبراير 1969، وانضممت إلى سلاح المهندسين، وكانت فرحتى عارمة لأننى سأقاتل فى الجيش المصرى، وبالفعل تم تدريبى فى كتائب المياه التابعة لسلاح المهندسين، ودورها فتح الثغرات وإزالة السواتر الترابية، وعملت بالمنطقة المركزية، بعيدا عن الجبهة فى بداية الأمر، وبعد تدريب استمر لمدة أربعة سنوات عدنا إلى الجبهة وكان مقر كتيبتى، فى منطقة الروبيكى التابعة للجناين بمدينة السويس الجيش الثالث الميدانى، وبدأنا العمل فى شهر أكتوبر 1973 بعد 6 أشهر قضيناها فى الاستعدادات، والتدريب وكنا جميعا نحلم بالحرب ولكن لم نكن نعرف متى تبدأ الحرب، ويوم العاشر من رمضان جاءت الأوامر بالمشاركة فى مشروع على ضفة قناة السويس الشرقية ولم نكن نعرف أنها بداية الحرب.

أول إصابة

وشاهدنا الطائرات تحلق بشكل منخفض تجاه سيناء، وسمعنا طلاقات المدفعية، وبدأ العدو الإسرائيلى بإنزال دفعات من القنابل، عرفنا وقتها أننا بدأنا الحرب، حتى جاء اليوم الثانى، بعد تجهيز القناة وإزالة الساتر الترابى لخط بارليف، وعبور المدرعات، أصبت يوم 11 رمضان "7 أكتوبر" فى وجهى، وفى أجزاء متفرقة من جسدى، ولم أترك الميدان وقام أحد أطباء الكتيبة الطبية بعمل رباط ميدانى للوجه، وواصلت العمل، واستشهد اثنين من زملائى فى ذلك اليوم إلا أننى صممت الاستمرار، ورفضت التحويل إلى الكتيبة الطبية، وكنت مكلفاً وقتها بحماية المواقع الخاصة للتصدى للقوات المتجهة إلى "الدفرسوار"، اشتبكنا معهم يوم 23 أكتوبر بالحنانين مدخل السويس حتى يوم 24 أكتوبر، وأصبت وقتها بشظايا صاروخ فى ذراعى اليمنى.

عبرت القناة وأنا أنزف

وتابع بيومى: رفضت انشغال زملائى بالإصابة وواصلت أكثر من 3 ساعات، والدم ينزف من أنحاء جسدى، ورفضت الانتقال إلى المستشفى، وعبرت القناة إلى الضفة الشرقية للعرض على كتيبة طبية داخل سيناء حتى أكمل المعركة، وعند الوصول كان الطيران الإسرائيلى أن ذاك يطلق قذائف، ولم أشعر بأى شىء وقتها بعد أن أغشى على، ولم أشعر بأى شىء حتى عثر عليا جنديان، وتم إرسالى إلى الكتيبة الطبية بعيون موسى لإسعافى ثم تم نقلى إلى مستشفى السويس للعلاج وظللت 48 ساعة متواصلة حتى وصلت المستشفى، لأن كل الكبارى كانت مغلقة من شرق القناة إلى غربها وظللت فى المستشفى، حتى 17 نوفمبر موعد إيقاف إطلاق النار تم تحويلى إلى مستشفى ألماظة العسكرى، واستمررت فى العلاج لمدة عام تقريبا، حتى عام 1974 زارتنى خلال هذه الفترة جيهان السادات ومعها عدد من زوجات السفراء والرؤساء، وقالت لى اطلب اى شيء وتتم الاستجابة له فورا فقلت لها طلبت الانتصار والحمد لله نالت مصر النصر، لا أريد شيئا أكثر من هذا وفى اليوم الثانى، تم عمل حلقة فى القناة الثانية بعنوان، وجوه مشرقة، وكان معى عدد من أبطال حرب أكتوبر.

نوط الشجاعة

وأضاف بيومى حصلت على نوط الشجاعة من الدرجة الثانية ودرع الجيش الثانى الميدانى ودرع الجيش الثالث الميدانى وتتم دعوتى بكل مستمر بالجيش الثانى للمشاركة فى الاحتفالات بذكرى العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;